فواتير الكهرباء المتأخرة تخسر قيمتها وخسائر المؤسسة بملايين الدولارات
قبل العام 2018 تاريخ تجديد عقود شركات مقدّمي الخدمات، كان إصدار فواتير الكهرباء يسير إلى حدّ ما على قدم وساق، مع بعض التفاوت بين دائرة وأخرى بسبب إضرابات المياومين وامتناع إحدى الشركات عن أداء واجبها في المناطق التي كانت تستلمها قبل استبدالها، ولكن في العام 2018 إبان مرحلة التجديد وما رافقها من شدّ حبال، حصل تأخير ضخم في إصدار الفواتير وصل ببعض الدوائر اليوم إلى عامين كاملين، ما يعني أن اللبناني في بعض المناطق دفع عام 2020 فواتير عائدة لعام 2018، وفي بعض المناطق عائدة لعام 2017.
في الجنوب ودائرة بيروت الوضع هو الأفضل في لبنان كون السكان دفعوا هذا الشهر الفاتورة الخاصة بشهري أيار وحزيران 2020، في الجنوب، وفواتير كانون الثاني وشباط 2020 في دائرة بيروت.
الخسائر بالملايين
تشير مصادر مطّلعة إلى أن أزمة كورونا جاءت لتزيد التأخير في إصدار الفواتير وجبايتها، ما جعل الأرقام المتوجبة لمؤسسة كهرباء لبنان في ذمّة بعض شركات مقدمّي الخدمات ضخمة، تصل في دائرة الشياح مثلاً إلى حدود الـ 24 مليار ليرة “غير محصّلة بعد”، إذ ان ساكني تلك الدائرة دفعوا مؤخّراً فاتورة شهرين 11 و12 من العام 2018، وبالتالي هناك عامين كاملين من الفواتير غير المحصّلة، وتبلغ قيمة الإصدارات بالدائرة حوالي ملياري ليرة كل شهرين، أي 24 مليار ليرة على عامين.
وتضيف المصادر عبر “أحوال”:”بما أن أزمة الدولار في لبنان بدأت نهاية العام 2019 فهذا يعني أن تأخير الإصدارات تسبّب بانخفاض قيمة الفواتير المستحقة لمؤسسة كهرباء لبنان لمدة عامين، 2018 التي دُفعت عام 2020، و2019 التي كان يُفترض أن تُدفع بوقتها، ما يعني أن حساب مؤسسة كهرباء لبنان الذي كان ينتظر دخول 15 مليون و841 ألف دولار أميركي من هذه الدائرة وحدها لن يحصل على أكثر من 3 مليون دولار بحسب سعر السوق، والحديث هنا عن أموال المؤسسة لأنها المعنية من موازنتها دفع قيمة العقود، ومصرف لبنان لا يدعم سوى شراء الفيول أويل”.
وضع كارثي في البقاع
في البقاع تُدفع فواتير الشهرين الأولين من العام 2018 ما يجعل الخسائر أضخم بكثير، وفي زحلة يدفعون فواتير نهاية العام 2017، وبالتالي فإن ما خسرته مؤسسة كهرباء لبنان جرّاء التأخير وتبدّل سعر الصرف يصل إلى مئات ملايين الدولارات.
وفي معلومات لموقع “أحوال” تعاني شركة مقدمي الخدمات المولجة جباية الفواتير في البقاع من الخوف، فهي لا تتجرّأ على إرسال الجباة إلى المنازل خوفاً من ردّة فعل الأهالي جرّاء الأزمة الإقتصادية الحالية، وهذا السبب الرئيسي الذي جعل العام 2020 كارثياً بالنسبة لعمل هذه الشركة في البقاع.
ولكن يبقى أن هذا كله يعني مزيداً من الخسائر الملقاة على عاتق مؤسسة كهرباء لبنان التي “تدمّرت” بفعل انفجار مرفأ بيروت، ولا يزال مخطط ترميمها غير موجود بعد والسبب بكل بساطة أن أغلبية المتعهدين والشركات العاملة معها لم تتقدّم لتقديم المساعدة، رغم طلب مؤسسة كهرباء لبنان.
محمد علوش